حلقات هيثم كابو عن رحلة علاج الحوت الجزء الثامن

ضد التيار

هيثم كابو

هيثم كابو يكتب عن وداع الملايين من المحبين لمحمود عبد العزيز بالقلق والخوف والحب والدموع :
أسـرار رحلة البحــث عــن العـــلاج بالأردن ..!!

إجتهادات ضارة .. انباء عن تحسن صحي مزعوم .. وسيدة فلسطينية تزور المستشفي بسبب «الحوت» ..!!
إدارة المستشفي : الموت الدماغي عندما يحدث لا معنى لأي تحسن .. وقرأنا بالإنترنت أخبار غير حقيقية ونعرف أن محمود ثروة قومية

ملخص ما نشر أمس
{ إنها الحقيقة التي لا مفر منها .. مات محمود عبدالعزيز دماغياً وتم إعلان ذلك رسمياً .. هاهي الأجهزة موصلة بجسده النحيل وشاشة قراءة النبض والضغط تعلو رأسه .. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن :-
(هل سيعود محمود للسودان عبر طائرة طبية مثلما جاء لعمان ليبقي في أحد مستشفيات الخرطوم فلا شيء يقدمه له الأطباء بعد الآن بمستشفي (ابن الهيثم) وحتي د. جمال العارضة الإستشاري الذي كان مشرفاً علي حالته الصحية لم يعد يزوره بالعناية المكثفة لأنه ليس هناك شيء سيتم فعله)؟؟ .. طرحت السؤال علي الأطباء وإدارة المستشفي فكان ردهم أن عودة محمود للسودان بهذه الحالة علي متن طائرة طبية عملية شبه مستحيلة نسبة لتدني قراءة درجات عمل الوظائف الحيوية ساعة تلو الأخري .. مجرد فك وتركيب الأجهزة من جديد يعني نهاية المريض .. لا خيار سوي المتابعة الدائمة ودخول غرفة العناية المكثفة علي رأس كل ساعة والإنتظار ..!!
{ ما أسوأ وأصعب اللحظات العصيبة التي دخلنا فيها .. بالأمس كنا نعيش علي أعصابنا والقلق يسيطر علينا بينما يملأ الأمل جوانحنا ودعوات الملايين تسد الأفق .. الآن نحن نرافق مريضاً مات دماغياً وحالته بعد (الموت الدماغي) لا تسمح بنقله لوطنه وأهله وأحبابه الذين ينتظرون عودته .. جاءت النتائج سالبة للفحص السريري التي تهدف الي تقييم أياً من وظائف جذع وعنق المخ ووجودها وأثر غياب الأفعال المنعكسة من جذع الدماغ .. الكثيرون يتساءلون الآن :-
(هل معني وفاة محمود دماغياً أنه فارق الحياة نهائياً أم أن هناك أمل في إستشفائه من جديد ؟؟) ، والإجابة العلمية علي مثل هذه الأسئلة واضحة تماماً فالأطباء يقولون وفقاً لمعظم الدراسات (أن المخ ينظم عمل باقي الأعضاء ، وأن الأعضاء الأخري تبدأ في الفشل تدريجياً بعد وفاة الدماغ ولكن القلب قد يستمر بالنبض لبعض الوقت أو لأيام أو فترة طويلة بسبب إستخدام جهاز التنفس الصناعي للمحافظة علي مستوي الأكسجين في الدم وإستخدام العقاقير التي تحافظ علي ضغط الدم في المستوي الطبيعي ، وتشير معظم التعريفات بالرجوع للشبكة العنكبوتية الي أن الموت الدماغي هو حالة يحدث خلالها فقدان دائم لكامل وظائف الدماغ نتيجة لتعرض الدماغ لعدد من المشكلات الصحية كنقص تروية المخ بالدم أو نقص الأكسجين في المخ لفترة طويلة نتيجة لتوقف التنفس والقلب أو الغرق أو حدوث جلطة كبيرة في المخ أو عنق (جذع) المخ أو النزيف داخل المخ أو تعرض المخ لضرر نتيجة الحوادث ، وإذا فشل الدماغ وبالذات جذع أو عنق الدماغ بالمراكز الحيوية كاليقظة والتنفس والتحكم في الدورة الدموية فهنا ينطبق تشخيص الوفاة الدماغية وهذا يعني أن الدماغ لا يعمل تماماً وأن الحالة دائمة ولا أمل طبي في عودة وظائف المخ) ..!!
{ في ظهر ذاك اليوم أطلع د. جمال العارضة إستشاري الجراحة والمشرف علي حالة محمود أسرة السفارة السودانية بعمان علي كافة تفاصيل حالة (الحوت) منذ دخوله مستشفي (ابن الهيثم) وهو يعاني من تسمم في الدم تسبب في فشل في الأعضاء الحيوية (كلي ، كبد ، رئة) وتكسر في الصفائح الدموية وعدم قدرة الدم علي التجلط مع وجود علامات نزيف تمثلت في بقع بالأيدي وصولاً الي تعرضه لنزيف حاد بالدماغ إضطر علي إثره د.العارضة لتقديم طلب إجراء تخطيط للدماغ تم بواسطة الدكتورين زيادة محاذين وسمير فرح كانت نتيجته إعلان وفاة محمود دماغياً لعدم وجود كهرباء بالدماغ ، وأستمع السفير عثمان نافع وطاقم سفارته لتقرير د. العارضة المفصل وطلبوا منه تسليمهم التقرير مكتوباً مؤكدين أن محمود عبدالعزيز فنان رقم وصاحب تجربة مختلفة قدم مجموعة كبيرة من الأعمال الخالدة وصاحب جماهيرية عريضة وكل الشعب السوداني مهموم بمعرفة تفاصيل حالته الصحية ودائم السؤال والإستفسار عنه .
{ غادر العارضة قائمة الإجتماعات وترك طاقم السفارة مع مرافقي محمود من أفراد أسرته وشخصي ، وبدأ التداول حول رغبة الأسرة في إعادة محمود للخرطوم من عدمها وبعد نقاش من هنا وهناك تدخلت وقلت لهم أني سألت الأطباء عن إمكانية العودة لكنهم أشاروا الي إستحالة ذلك الأمر وطلبوا أن يبقي محمود بالمستشفي وكانت إفادتي بمثابة القول الفصل الذي حسم التداول في هذا الأمر ..!!
إجتهادات ضارة ..!!
{(الموجودون بمستشفي « ابن الهيثم» وزعوا الحلوي بعد التحسن الكبير الذي شهدته الأعضاء الحيوية لمحمود عبدالعزيز عقب موته دماغياً لدرجة أن أطرافه تحركت وحالته أدهشت الأطباء هناك) ..!!
- «يا للعجب» .. إنها خلاصة لمجموعة من الأخبار والأقاويل التي راجت مساء يوم الثلاثاء الخامس عشر من يناير بالخرطوم وتبادلتها عدد من المواقع الإلكترونية وسدت سماء (الفيس بوك) وتداولها الكثيرون عبر الرسائل الهاتفية القصيرة (sms) حتي أصابتنا الحيرة وبدأنا نتساءل : (من أين يأتي هؤلاء بالأخبار .. من يرويها لهم .. ما هي مصادرهم .. وعن أية حلوي يتحدثون والكل هنا يتجرع كؤوس الحنظل ..؟؟)
{ المطرب الشاب مصطفي بربري و الشاب الخلوق محمد حسن مالك الشهير بـ(حنين مزازيك) وصلا عمان اليوم وهاهما يجتهدان في توضيح الأمر ونفي الأخبار المغلوطة لمن يتصل بهم تارة وعلي (الفيس بوك) تارة أخري .. والسؤال المهم حقاً :- (هل عدنا للمربع الأول وزرعنا التفاؤل في قلوب الناس بمعلومات كاذبة وأنباء عارية من الصحة، وياتري كيف يكون الخروج من هذه المعضلة فالناس لم تصل مرحلة وضع الحقائق علي طاولة الرأي العام بسهولة حتي تفقدها ببالون بشري كاذب..؟؟)
{ خرجت معظم صحف الخرطوم يوم الأربعاء السادس عشر من يناير تزف بشري تحسن حالة محمود عبدالعزيز عبر أنباء واردة من عمان وتصريحات أطلقها الفنان جمال فرفور من خلال برنامج (المحطة الوسطي) بقناة الشروق الفضائية ووحدها (فنون) من قالت للناس في ذلك اليوم : (عليكم بالدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء) ، ولم تشر من قريب أو بعيد للتحسن المزعوم فالوضع الصحي لمحمود حرج جداً بعد (الموت الدماغي) وتدني قراءات الأعضاء الحيوية يتواصل وحتماً سيصحو الناس علي شروق شمس الحقيقة فإلي متي سيستمر التخدير .. حاولت من خلال الرسالة اليومية التي ابعث بها للصحيفة التركيز علي جوانب الإهتمام الكبير الذي يجده محمود من جمهوره العريض وقاعدته الكبيرة ، وأوردت خبراً عن سيدة فلسطينية مقيمة بعمان زارت مستشفي «ابن الهيثم» للتأكد من معلومة موت محمود دماغياً وسماع ذلك بنفسها من داخل المستشفي بعد أن أستحلفها عدد كبير من أصدقائها السودانيين علي (الفيس بوك) وطالبوها بضرورة ترك كل ما لديها ومغادرة منزلها علي الفور حتي تأتيهم بالخبر اليقين ، وقالت لنا السيدة سمر سعيد شاهين التي جاءت للمستشفي برفقة أحد أقاربها يدعي فادي ابوزيد أنها لم تر مثل هذا الحب الجارف لفنان من قبل ، وكثرة المطالبات بالزيارة وتكرار الإلحاح ودفعها للتحرك من منزلها نحو المستشفي ، والتقت سمر بمأمون شقيق (الحوت) الذي أوضح لها أن تقارير الأطباء ونتائج تخطيط الدماغ أشارت الي موت محمود دماغياً وكل شئ بيد الله سبحانه وتعالي ..!!
مستشفي (ابن الهيثم)
يوضح الحقائق ..!!
{ إنزعجت إدارة مستشفي (ابن الهيثم) في ذلك اليوم للأنباء غير الصحيحة التي أوردتها الصحف بالخرطوم عن تحسن حالة محمود لا سيما وأن المستشفي أعلن رسمياً نبأ (الموت الدماغي) في الوقت الذي تنشط فيه خلايا الشائعات التي تلعب بمشاعر الملايين من محبي (الحوت) الأمر الذي فرض علينا مواجهة إدارة المستشفي بالأسئلة والمعلومات التي يتداولها البعض بالسودان حتي نضع الجميع في الصورة الحقيقية، فما كان منا سوي الجلوس مع السيد عمر محمود عبدات مدير مكتب متابعة شؤون المرضي العرب لوضع النقاط فوق الحروف ودار بيننا حوار ساخن ومباشر ظهر يوم الأربعاء نشرته (فنون) صباح يوم الخميس المشؤوم الذي رحل فيه محمود عبدالعزيز عن الحياة مفارقاً دنيا الشائعات والإجتهادات ،ولأهمية الحوار الذي نشر يوم وفاة محمود بالصفحة الأولي نعيد نشره كاملاً عبر هذه الحلقة :-
> سيد عمر عبدات رشحت انباء في السودان عن تحسن حالة الفنان محمود عبد العزيز وبالرغم من أننا ندرك عدم صحة تلك المعلومات الا أننا نريد منكم رد رسمياً يقطع قول كل خطيب ..؟؟
> (أولا نحن في المستشفى قمنا بإعلان موت الفنان الكبير محمود عبد العزيز دماغياً ، وهذا من الناحية الطبية يعني انه كما قال د.جمال العارضة الاستشاري المتابع لحالته ان اي تحسن يمكن ان يطرأ على الاعضاء ليس له معناً طالما أن الدماغ توقف .. ويجب أن يستوعب الناس حقيقة أن الموت الدماغي عندما يحدث لا معنى لأي تحسن يطرأ او غيره ..!!)
> لو سمحت أستاذ عمر .. هل حدث يوم أمس الأول أي تحسن بعد حدوث الموت الدماغي كما أشيع في السودان؟؟
> (يا أستاذ هيثم انت موجود معنا هنا بالمستشفى وتعرف التفاصيل كلها .. ولم يكن هناك تحسن يوم أمس ، وانا قرأت بالانترنت أخبار غير حقيقية والمطرب السوداني جمال فرفور قال ان محمود اعضاء جسمه تحسنت بنسبة 50% وهذا الحديث غير صحيح إطلاقاً .. والحقيقي أن وظيفة القلب في تراجع فاليوم القراءة (40).. نحن نقدر آمال الناس في التحسن واشواقهم ونحن نتمنى ذلك ولكن الواجب الاخلاقي والمهني يحتم علينا ان نقول الحقيقة وهي ان ما حدث موت دماغي والقراءات في تراجع ولم يحدث تحسن .. ونسأل الله العلي القدير أن يرينا آية من آياته في محمود عبد العزيز وهو القادر على كل شئ ..!!)
> متى أعلنت المستشفى الموت الدماغي رسمياً وهل قمتم بإطلاع اسرته والسفاره ؟؟
> (انت تعلم بحكم تواجدك بالأردن أن الاعلان الرسمي تم يوم الاثنين الماضي وأخطرنا أسرته بعد اجراء د.سمير فرح و د.زياد محازين للتخطيط الدماغي ، ويوم أمس الأول تم وضع السفارة السودانية بالصورة وأطلعناهم على كافة التفاصيل وقال لهم د.جمال العارضة المشرف على الحالة أنه قد حدث موت دماغي)
> طالما أنكم أعلنتم موت محمود دماغياً فما جدوى وجوده بعمان ولماذا لا يعود للسودان عبر طائرة طبية ؟؟
> (نقل أي مريض في حالة محمود عبد العزيز في ظل الظروف الصحية الحالية وأرقام القراءات المتدنية يشكل خطورة عليه ، والاطباء نصحوا بعد ظهور نتيجة التخطيط الدماغي أن يبقى بالمستشفى ولكن الأمر ايضا في النهاية يعود لأسرة المريض فهي صاحبة القرار .. ولكن السؤال المهم : ما هي الفائدة من النقل .؟؟ والاجابة انه ليست هناك قائدة من نقل المريض سوى أننا نعرضه للخطورة لا أكثر )
> البعض يتحدث عن ضرورة نقله لأوروبا ؟؟
> (يا أخي هيثم نحن لا نملك حق الاعتراض على نقل مريض يتلقى العلاج بالمستشفى ولكن اذا كان هناك شئ يمكن تقديمه بعد الموت الدماغي فإننا لن نتردد مطلقاً ، والأردن تنافس أوروبا في مجال الطب، ومستشفى ابن الهيثم الذي يتلقى به محمود العلاج حاصل على شهادة (التيموس) كثالث مستشفى في العالم وأول مستشفى عربي يأخذ هذه الشهادة في رعاية المرضى الدوليين).
> بصراحة .. محمود عبد العزيز ثروة سودانية قومية .. فهل حدث أي تقصير منكم إبان فترة تلقيه العلاج عندكم بالأردن؟؟
> (لا أبدا لم يحدث منا أي تقصير ، وأسرته تعلم بذلك وأنتم كنتم شهوداً ونحن نقدر مكانته وقيمته ، وعندما جاء الينا كان يعاني من تكسر في الدم (وهو عدم قدرة الدم على التجلط) وهذه مشكلة رئيسية ، وكذلك كان يعاني من فشل عام في اعضاء الجسم (فشل في الكبد .. فشل في الرئة .. فشل في الكلى، ونتيجة لتكسر الدم وعدم قدرته على التجلط حدث نزيف في منطقة حساسة في الدماغ ..!!)
> متى حدث نزيف الدماغ بالضبط ؟؟
> (النزيف حدث بعد وصول المريض بثلاثة أيام ووقتها كان طاقم المستشفى يبذل قصارى جهده بدليل انه بعد وصوله الينا حدث تحسن في الوظائف الحيوية وارتفعت ارقام القراءات بشكل كبير!!)
> (كلما دخلت عليك بمكتبك اجدك تتجول بين المواقع الالكترونية السودانية، وتدخل مواقع محمود عبد العزيز بإنتظام ؟؟)
> (بالفعل انا افعل ذلك بانتظام ، وعرفت من خلال الانترنت القيمة الكبيرة لمحمود ، ولست انا وحدي من يفعل ذلك فبعد الاسئلة المتكررة والمد الكبير من المكالمات التي تصل على كل هواتف المستشفى أثار الفضول حفيظة كل العاملين ، وبدأوا يدخلون الانترنت ليعرفوا معلومات عن هذا الشخص المهم ، وخرجوا بنتيجة واحده مفادها ان من يتلقى العلاج معهم الآن هو فنان أسطورة ، ومثل هذه الاساطير الفنية بالعالم العربي إنقرضت ولم تعد موجودة منذ زمن ام كلثوم .. فقد عرفنا أن جمهوره يحبه بتعصب شديد ،، وهناك من صعد عامود انارة في حفل بالسودان ، واخر حرق نفسه بسبب اغنية .. هذا النوع من الفنانين نادر جدا وهذا الاهتمام لم يعد موجوداً الا لقامات شامخة مثل محمود عبد العزيز ، ودعني اقول لك بصراحة انني عرفت الان ان فنان أردني مشهور – لا داعي لذكر أسمه – يرقد طريح الفراش بالمدينة الطبية منذ شهرين وقد عرفت انا ذلك الان للفرق في الاهتمام فمحمود وضح لنا حقيقة انه اسطورة!!
> شكرا سيد عمر على رحابة الصدر والرد على تساؤلاتنا ..؟؟
> (عفواً استاذ هيثم .. ونسأل الله تعالى القدير أن يرينا آية من آياته في حالة محمود عبد العزيز !!)
إنتهي حديث عبدات-
مساء التوجس والخوف والقلق ..!!
{بعثت بالحوار مساء الأربعاء ، وقضيت ساعات الليل ما بين الدموع والخوف فالأرقام تواصل التدني وكل المؤشرات تمضي علي عكس ما نريد .. وغداً نقص تفاصيل الليلة الأخيرة بالأردن كاملة .

» حلقات هيثم كابو عن رحلة علاج الحوت الجزء الثانى عشر
» حلقات هيثم كابو عن رحلة علاج الحوت الجزء الرابع
» حلقات هيثم كابو عن رحلة علاج الحوت الجزء التاسع
» حلقات هيثم كابو عن رحلة علاج الحوت الجزء السابع
» حلقات هيثم كابو عن رحلة علاج الحوت الجزء الحادى عشر