فيتو ... سامى العمرابى

فيتو
سامر العمرابي
كروجر وأشياء أخرى

كنت حريصا على سماع وجهة نظر مدرب المريخ الألمانى مايكل كروجر الذى تلقى سيلا من الإنتقادات القاسية فى الايام الماضية بعد هزيمة المريخ المؤلمة فى أرضه امام كمبالا سيتى وأنا واحد من الأقلام التى إنتقدت كروجر وحملته المسؤولية وشرحت الأسباب التى دفعتنى لذلك من ناحية فنية.
كروجر عقب تدريب الأمس الأخير قبل مواجهة أهلى الخرطوم بدا فى نفسية جيدة إلى حد كبير على عكس اليومين الماضيين وذلك بإعتراف الرجل الذى قال لى بأنه عاش ليلتين صعبتين جدا..ليلة المباراة وليلة الأحد ووصف ماحدث فى ملعب الخرطوم بأنه فوق حد الدهشة والمفاجاة.
كروجر كمدرب أكد بأنه يتحمل المسؤولية كاملة فى النتيجة وأنه سيبذل قصارى جهده للتعويض والتأهل فى لقاء الإياب وانه شخصيا يرفض الخروج من رابطة أبطال أفريقيا مبكرا وأنه نقل هذا الإحساس والشعور للاعبين.
الألمانى دافع عن خياراته الفنية والتشكيلة التى لعب بها المباراة وكذلك التبديلات رافضا الحديث عن وقوعه فى أخطاء فادحة تسببت فى هزيمة الفريق وتطرق إلى الفرص الكبيرة التى أضاعها لاعبو المريخ فى الحصة الثانية وكذلك ركلة الجزاء وقال بالحرف لو إنتهت المباراة فقط بالتعادل لكانت النظرة قد تغيرت..ناهيك عن تحقيق الفوز.
قلت لكروجر ألم تشاهد كمبالا سيتى قبل المباراة؟؟ رد بأنه تسجيلا ليلة المباراة وألمح إلى أن ذلك قصور إدارى ولكنه فى المحاضرة شرح للاعبين كيف يلعب الخصم وأنه فريق يتميز باللياقة العالية والتنظيم الجيد والسرعة وأنهم سيضعون لاعبى المريخ تحت الضغط المتواصل وشدد على ضرورة إستغلال الفرص وحسم الضيوف مبكرا ولكن لم يحدث كل ذلك من جانب اللاعبين الذين ظهروا بمستوى متواضع وعدم تركيز واضح.
حديثى مع كروجر فيه السر والجهر.. وهناك أشياء أخرى ليست للنشر..يرى كروجر انها ضمن الأسباب التى أدت للهزيمة ولكنه لايعفى نفسه من المسؤولية أيضا.
أعتقد أن أولى خطوات العلاج والعودة للطريق الصحيح وترك كروجر للمكابرة..الدفع بمهاجمين إثنين فى مباراة اهلى الخرطوم وأنا أكتب قبل المباراة وأتمنى أن يحدث الإيفوراى أوليفيه الفارق ويشكل إضافة حقيقية للمالى تراورى الذى وضح تماما بأنه يحتاج للاعب سريع وقوى بجانبه حتى يركز أكثر على التهديف..وفى تقديرى أن مستوى المريخ والنتيجة التى سيخرج بها من مباراة الأهلى الخرطوم هى المؤشر الحقيقى لمباراة كمبالا وهل سيكون المريخ قادرا على التأهل من عدمه.
أما الجانب الإدارى فى النادى فهو لايقل خطورة عن الشأن الفنى.. وماراج فى اليومين الماضيين عن إستقالة الأخ عبدالصمد محمد عثمان وتدخل الوالى لإثنائه عن الإستقالة وضرورة مرافقته للبعثة بل تكليفه مباشرة برئاستها يعكس حجم الخلافات الموجودة.
وفى تصريحات أكثر خطورة قال عبدالصمد إن هناك من كان يضحك بعد هزيمة المريخ أمام كمبالا سيتى وأن هناك من كان يستهدفه شخصيا ويسعى لإبعاده وإستغلال الهزيمة رغم ان الجمهور لم يهاجمه ولم يشتبك معه ورغم إعتراف الجميع بأن الأدارة لم تقصر فى تجهيز الفريق وتصريحات رئيس النادى بأن المسؤولية يتحملها اللاعبون والجهاز الفنى.
الخلافات بين عبدالصمد وبعض أعضاء المجلس وصل إلى درجة لايمكن السكوت عليها وأصبح واضحا فى التصريحات والتعامل الإدارى والإهتمام بالفريق وكذلك فى مايتسرب من أخبار ومواقف ومهما إجتهدوا فى تغطيته سينفجر يوما ما.
أخشى أن يكون مصير المجلس المنتخب حديثا مثل المجالس الأخرى التى لم تستمر وفقدت الإنسجام وعصفت بها الخلافات ولغة(الضرب تحت الحزام) مبكرا لندخل فى دوامة أخرى..ويبقى المصير الفنى والإدارى مجهولا.
مباراة الإياب سيكون لها تأثير مباشر على مستقبل المريخ وستلقى بظلالها على النادى.