درر حمراء ... ودابراهيم

Mohamed Ibrahem Alsafi
درر حمراء /// ود إبراهيم

الإعلام السالب

من اكبر عوائق الكرة السودانية حاليآ هو الإعلام وخاصة الإعلام المقروء وخصوصآ كبار الصحفين فإعلام السودان إعلام هدام جدآ ولا يساعد علي التطور نهائيآ .
الصحف الرياضية في السودان عددها كبير جدآ وقبل ايام عندما أجرت إحدي الصحف حوارآ مع العاجي دوغبا الذي كان مرشحآ للمريخ سألوه ماذا لفت نظرك في السودان وكانت إجابته ( انه تفاجأ بالعدد الهائل للصحف الرياضية السودانية رغم ان السودان لا يعتبر متقدم كرويآ ) .
ولكن نحن ورغم هذا الكم الهائل من الصحف الرياضية إلا ان إعلامنا ما زال سالبآ .
دور الصحافة معروف وهو نقل المعلومة للجمهور فقط وليس لها اي دور آخر والصحفي ادواره معروفة وهي إيصال المعلومة للقارئ وإجراء الحوارات وتقصي الحقائق ولكن في السودان الصحفي يعتبر نفسه لاعبآ ومدرب وإداري وحكم .
ولو كان الصحفي يبدي ملاحظاته فقط ليس هنالك مشكلة ولكن ان يتعدي الصحفي حدوده ويشارك في الشطب والتسجيل ووضع التشكيل ويعترض علي إشراك فلان وإستبعاد فلان فهذا اكبر خطأ .
إذا امسكنا اقرب مثال الصحفي مامون ابوشيبة فهو صحفي معروف وعموده من اكثر الأعمدة المقروءة ولكن رغم ذلك لا يوظف عموده في الإيجابيات وقد شاهدناه قبل فترة وهو يهاجم المدرب كروجر لانه ابعد الباشا وكلتشي وضفر من التشكيلة فقد نسي ابوشيبة انه مجرد صحفي فقط والبس نفسه ثوب المدرب والخبير الفني وترك مهمته الرئيسية . فهل هذه صحافة .
هل يعقل ان يكتب الصحفي ابوشيبة متوعدآ كروجر بقوله ( نحن وراك والزمن طويل يا كروجر ) وإذا كان ابوشيبة يتدخل في الأمور الفنية فلماذا لم يدخل مجال التدريب ولماذا لا يقدم نفسه لتدريب المريخ بدلا من كروجر

والمشكلة ان كل الصحفين بما فيهم ابوشيبة ينادون بعدم التدخل في الشأن الفني ويدعون مجلس المريخ بإن لا يتدخل في شئون المدرب ورغم ذاك يحشر ابوشيبة نفسه في امور المدرب .
بعد تعاقد المريخ مع كروجر كتب ابوشيبة محذرآ المجلس من التدخل في شئون كروجر وقال ان كروجر لا يحب التدخل في إختصاصاته ورغم ذلك يحشر هو نفسه في إختصاصات المدرب
نتابع الكرة العالمية والدوريات الأوروبية ونقرأ مقالات لصحفيين اوروبين ولم نشاهد يومآ ان هنالك صحفي يتوعد مدربآ لعدم إشراكه لاعب ولم نشاهد صحفي يتدخل في شئون المدرب مثل ما يفعل ابوشيبة والبقية
كل الصحفيين السودانين يتحدثون عن ثبات التشكيل ويكتبون مطالبين المدرب بثبات التشكيل حتي يحدث الإستقرار ورغم ذلك يطالب الصحفي بإشراك لاعب ويهاجمو المدرب لعدم إشراكه فلان وفلان وكأن التشكيلة بها اكثر من احد عشر لاعبآ .
في السودان عندما يصبح الصحفي مشهورآ ويصبح صحفي كبير يعتقد انه اصبح صاحب الراي والكلمه ويعتقد ان صوته مسموع ولذلك نراه يطالب ويستنكر ويهاجم ناسيآ انه مجرد صحفي
من المفترض ان يستقل الصحفي شهراته وكبر اسمه في نشر الثقافة الرياضية بين الجمهور ويعمل علي توعية الجماهير بأن كرة القدم فوز وخسارة ويطالب الجمهور بالصبر علي المدربين وعدم طلاق الأحكام وإذا كان هنالك لاعبآ يحتاج إلي الدعم يحث الجمهور علي دعمه ويكتب عنه حتي يرفع معنوياته .
من واجب الصحفي ان يعمل علي إستقرار ناديه فمثلآ إذا اخفق لاعب يعمل الصحفي علي توعية الجمهور بأن هذا اللاعب يحتاج إلي الدعم والمساندة وإذى اخفق المدرب يكتب الصحفي مطالبآ الجمهور بالصبر علي المدرب ولكن الصحفي السوداني ومن اول مباراة يكتب عن فشل المدرب وانه دون قامة المريخ وانه لا يستحق البقاء وتقوم الجماهير بقراءة المقال وينتقل رأيه إلي هذا الجمهور ويتكون عندهم رأي ان هذا المدرب فعلآ فاشل وتثور الجماهير وفي النهاية يرضخ مجلس الإدارة لرغبة الجمهور ويقيل المدرب . وهذه هي الحلقة التي تدور في كل موسم
كل كتاب المريخ ليس من بينهم صحفي يعمل علي مصلحة المريخ وليس هنالك صحفي يتعامل بإحترافية وبدون تدخل في الإختصاصات وليس هنالك صحفي لم يعترض علي مدرب او لاعب معين .
كروجر مدرب محترف إستجلبه المريخ بالدولار حتي يدرب الفريق وهو مدرب شاطر جدآ وهو المسئول عن الفريق ويقوم بتدريبه يوميآ ويشرف علي اكلهم وشربهم ومعسكراتهم ومبارياتهم رغم ذلك يري ابوشيبة لن كروجر لا يفهم لمجرد انه اجلس الباشا في الإحتياطي .
لماذا لا ينصرف الصحفين إلي اداء عملهم وترك مالا يخصهم ؟

مزمل ابو القاسم ومامون ابوشيبة وعلم الدين هاشم وإسماعيل حسن وبابكر سلك كلهم اسماء لها وزنها ولها مكانتها في قلوب الصفوة وكلمتها مسموعة فقط نتمني ان يستثمرو هذه المكانه في توعية الجمهور

رحم الله الصحفي صلاح سعيد الذي كان مثلآ يحتذي به ومثالآ للصحفي المثقف والهادف وكنا نتمني ان يستفيد منه الجيل الحالي ولكن يبدو انهم لم يتعلمو منه شيئآ
نرجو من الأستاذ ابوشيبة ان يترك المدرب كروجر في حاله ويترك التدخل في شئون المدرب ويغير من كتاباته حتي لا يفقد جمهوره الكبير .
اي مدرب اقاله المريخ كان بسبب الإعلام الذي يصورة بصورة سيئة ورديئة ويجعله بمثابة الفاشل بالنسبة للجمهور .
الهجوم الذي تعرض له محمد موسي قبل عدة ايام ما ليحدث لو ان لنا إعلام إيجابي فكتابنا يمجدون من يجيد ويتركو من يخفق فاللاعب الذي بتألق يصورونه وكأنه ميسي او رونالدو ولكن إذا اخفق لاعب فيصورونه وكأنه لا يعرف كرة القدم ولم يلعب نهائآ .

نطالب كتابنا ان بغييرو من طريقتهم ويسلكو الطريق الموجب ويتركو السلبيات خلف ظهورهم حتي يسود.الإستقرار المربخ

ا
آخر درة
اللهم انصر المريخ فوق كل ارض وتحت كل سماء